12/27/2009

آفاتار.. أين لا تذهب هذا المساء؟


التدوينة دي بس عشان ناري تبرد على تمن التذكرة في الفيلم الغبي آخر حاجة اللي اسمه آفاتار، فمفيش داعي تكمل قراية إلا إذا كنت انت كمان شفته وانت كمان ماعجبكش

وطبعا انا مش هتكلم هنا ع الجرافيكس والكلام ده، مقدرش اقول نص كلمة الصراحة، باختصار الحتة دي في صف الفيلم، حركة الكاركترات والانسيابية والاتقان المذهل في تحريك الشخصيات حاجة ممتعة ولطيفة ودي يمكن اللي هونت عليا شوية، بس بردو اتعودنا خلاص على ان الامريكان شطار في الحتة دي، وانهم بيصرفوا حلوا اوي في الجرافيكس.. على رأي كريم عبدالعزيز "الصرف باين"

---------

أولا: قال إيه فيلم ثري دي، وهنشوف الحاجات بتطير حوالينا ونحس اننا جوا الفيلم!!! بس إلبس النضارة واندمج:

اللي انا حسيته انها ليرات ورا بعضها، مجرد طبقات، إذا كان دا تعريفكو للثري دي يبقى انتو عباقرة يااللي عملتوا فيلم زي زي الكروت البوستال المجسمة.

وبعدين ألبس نضارة بتاع ايه عشان اتفرج على فيلم، اندمج ازاي وانا شايلة على وشي التهمة دي؟ جابت لي صداع، واجهدت عنيا، والألعن وأضل ان الفيلم كان طويل، يعني مدة العذاب أطول.

طبعا الانطباع دا شخصي تماما، الفكرة إني اكتشفت إمبارح والحمد لله إني انسانة تميل للتو دي، وتحب الحاجات الفلات.. والأفلام الطبقات ورا بعض ما أكلتش معايا، ولا حسستني إني جواها ولا الحاجات اللي بتطير ممكن تقع عليا،

---------

ثانيا: هات لي فكرة واحدة جديدة في الفيلم دا يا محترم وشاور لي عليها

الفيلم مش أكتر من مسخ، - ما احنا في زمن ايه؟- زي لما تقول لطفل في المدرسة ارسم حيوان خرافي فيقوم يجمع لك اجزاء من كل الحيوانات العادية اللي يعرفها رجل أسد وديل حوت وجسم زرافة وزلومة فيل ولسان عصفور.. فتقوم تضربه -رغم إنك مش مؤمن بالضرب في المدارس- وتقول له: بقولك خرافي مش كولاج!

الفيلم واخد من كل فيلم اسطوري/ملحمي حتة، واخد من كل رواية اتعملت قبل كده فكرة.. قصة الفيلم نفسها مستهلكة جدا، فكرة اختراق قبيلة ما عشان مصلحة عايزنها منهم فيدخلوا وسطهم واحد وبالصدفة يتعرف على المزة اللي تطلع بنت شيخ/ رئيس القبيلة فهي تعرف تقنع اهلها انهم يصبروا عليه ويعلموه، وتبتدي نفس المزة تبقى مسئولة عن عملية التدريب دي لحد ما الأخ يندمج في القبيلة ويحسها ويفهمها ويحب المزة طبعا، ويقرر انه لازم يقف جمبهم ضد الناس اللي هما اصلا بعتوه وطبعا زي كل فيلم المعركة النهائية والفاصلة بتبقى بين الاخ وبين الرجل الشرير اللي في الاصل بعته، وتبقى خناقة بالدراع... كفاية ملل بأه، بالله عليك مش كل سنة بتشوفلك فيلم شبة كده!!

حتى الأفكار ماسبوهاش تستوي شوية:
• فكرة ان البطل اللي جابوه هو توأم للشخصية اللي المفروض كانت هتقوم بالعملية لكنه مات في "حادث سطو!!".. ماشي، وبعدين؟ مابنوش حاجة ع الفكرة دي، ولا حسينا على مدار الفيلم بعد كده ان النقطة دي تسببت في مشاكل من اي نوع، الولد ما شاء الله اندمج واتظبط ع الاخر ولا كان عنده اي مشاكل
• العالمة اللي مكنتش مقتنعة بيه وعاملته بجفاء في اول مشهد، هاااا؟ تطور العلاقة بأه.. ورينا ازاي هتطلع عينه وإزاي هيثبت لها انه شاطر وبيعمل الواجب اول واحد.. أبدا يا مؤمن، انسى.. مجرد ما المشهد دا عدى وخلاص بقوا سمن على عسل ومفيش اي مشكلة من اي نوع
• جبال الهللويا المعلقة.. مشهد جابوا سيرتها وانها مذهلة، ومشهد وروهالنا.. ودمتم، هل استغلوا الجبال دي في احداث الفيلم بعد كده؟ أبدا، كانت مجرد جولة سياحية، انتهت بوضع الجبال كخلفية لأفيش الفيلم، طبعا اتضحك علينا تماما، وانا كنت مفكرة ان الجبال دي هي البطلة، طلعت الشجرة (وعن لشجرة كلام آخر)
• الولد اللي كان غيران من البطل انه علق البنت بنت الشيخ منه، واتخانق معاه، هل حصل حاجة بعد الخناقة دي؟؟ لأ الحقيقة هو بعد ما البطل راح ركب الطائر العملاق (المقدس) الولد سلم وتعاون ولا كأن في حاجة.. هيتخانقوا على بنت يعني!

وطبعا الفيلم كان مدعم بشوية كلاشيهات:
• رجل الحرب اللي اسهل حاجة عنده يلعب بالاسلحة والطيارات والمتفجرات وطريقتة لتخليص اي حاجة بالحرب والضرب
• ضفاير افراد القبيلة.. هي كل القبايل اللي يعرفوها الامريكان مضفرين شعرهم؟
• طبعا المزة اللي بتطلع بنت شيخ القبيلة
• شيخ القبيلة نفسه
• زي ما قلت مشهد الضرب الاخير
• مشهد الحرب الطويل.. أفففففف، هو انتو مابتزهقوش من المشاهد دي؟

---------

ثالثا: قولي تاني كده ليه ممكن عقيدة تتبني ع المصالح ويبقى صناع الفيلم بيسوقولنا القبيلة دي على انها القبيلة الفاضلة؟

أصل في الحدوتة، المفروض ان القبيلة دي بتحب الطبيعة وبتتعامل معاها باحترام، ومش بتهينها، ودا كلام جميل، الحقيقة في الأول تتوهم وتحس ان في قضية بيئة مطروحة هنا، وإننا لازم نحب أمنا الأرض زي ما هما بيحبوا أمهم بندورا!، بس بعد كده بتكتشف انهم بيعبدوا شجرة.. طبعا من حقهم يعبدوا اللي عايزين يعبدوه، مش دي النقطة، المهم إن الشجرة دي بتحمل كل ذكرياتهم وبياناتهم وماضيهم وتاريخهم والموت بالنسبة لهم هو انضمام لهذا الكم الهائل من الذكريات والتاريخ والـ...داتا، وهم بيحافظوا ع الشجرة وبيعبدوها عشان هي بتحفظ لهم كل الحاجات المهمة، عبادة مصلحة يعني!! حاجة كده زي فكرة عبادة شيء لأنه أكبر، لا هذا أكبر، لأنه أقوى، لا هذا أقوى، وطلع مش موضوع بيئة والكلام بتاعنا دا! طبعا اتصدمت انهم في الاخر طلعوا بيعبدوا هاردسك، أو قول سيرفر! بيعبدوا سيرفر!!! وياريت لما لجئوا للشجرة عشان تنقذ العالمة لما اتجرحت وتنقل حياتها/روحها للأفاتار بتاعها (شغل كابلات وكوبي بيست) مانجحتش "لأن جسم العالمة كان اضعف من احتمال العملية"، معبودة ايه ده اللي تفشل! أو تعجز!

وبعدين ايه حكاية أم المزة اللي هي الوحيدة اللي بتفهم الشجرة وبتتواصل معاها؟ ايه شغل الوسايط ده؟

محدش والنبي يجي يقوللي الفيلم روحاني وبيؤكد على أهمية الدين والايمان! كان ارحم عندي لو كانت قبيلة ملحدة مابتعترفش بأي روحانيات وبتتعامل مع البيئة بأخلاق "ان مش من حقهم يعتدوا على كائنات تانية ويضروهم"

---------

رابعا: الحضارة بتاعتنا والحضارة بتاعتهم:

• الغابة اللي شجرها ونباتاتها وزهورها بتنور بالليل ولا اجدع شارع فيكي يا لاس فيجاس! لأ ما نبهرتش بالغابة المنورة عن اخرها دي، بالعكس ازعجتني، خلتني احس اننا فعلا بقينا مشوهين وعايزين البيئة تبقى شبه حضارتنا المشوهة!
• وكمان الشجرة المقدسة اللي كانت بردو فروعها منورة، يا جماعة حرام، انا بكره فروع النور اللي بيلفوها على النخل والشجر تقوموا تجيبوا لي شجر بينور من نفسه!!
• في الحدوتة بردو، أكران، اللي هي الطيور اللي بيركبوها ويطيرو بيها، عشان يقدروا يتحكموا فيها ويؤمروها لازم يتصلوا بيها ماديا عن طريق شنبها الطويل اللي فيه مجسات وضفايرهم الطويلة اللي فيها نفس المجسات، مانكرش اني اتأثرت بالفكرة للحظات، لكن رجعت وقلت يعني ايه شغل اليو اس بي كونكش ده؟ دا تعجيز! تعجيز لينا ككائنات أرضية معندناش قدرة على الاتصال "المادي ثم الروحاني" ده.. يعني ايه؟ عمرنا ما هنفهم الارض ولا نحس بيها؟ عمرنا ما فهنفهم اخواتنا من الكائنات التانية "ولا نتحكم فيهم زي النافي ما بيحكموا في خلايق بندورا؟؟؟"
• المناظر الطبيعية البندورية والكادرات اللي بتتجمع فيها مجموعات الطيور العملاقة وللا مجموعات "البذور المقدسة" وللا وللا وللا، الحقيقة مابقتش الحاجت دي تبهرني، ملل، مكرر.

مش عارفة، يمكن أكون من كتر ما أنا مبقوقة من الفيلم بتكلم بحدة او بعنف شويتين، لكن أنا اللي غاظني إني فعلا شفت الفيلم بناءا على البروباجندا المجنونة اللي اتعملت ليه، وبما إني حد بيهمه القصة أولا وقبل كل شيء، فلقيت الفيلم مش أكتر من قصة هابطة وماسخة محطوطة في إطار جديد، دي كل الحكاية، كون الجرافيكس عالي جدا ومبهر وجديد دا كان كافي يخللي الناس تنبهر بالتقنية، ولا أقول الفيلم.. لكن بعد ما عنينا تاخد على التقنية، ويتعمل بعد الفيلم ده عشرين فيلم أعلى منه وأكثر إبهارا هتزول غمامة الانبهار دي وكلنا هنشوف الفيلم سخيف.