4/07/2014

ما معنى أن تكون سعيدا؟

أطمئنك، أيها البائس المخلص، تلك التدوينة غير مخيفة بالمرة، فهي لا تهدد استقرار بؤسك ومحيط عالمك التعيس، وهي تدوينة صالحة للاستخدام من قبل كل البؤساء في العالم..

اعترف، أنني أرى نفسي اليوم، على البر الآخر حيث أقف "سعيدة" اتعرف على العالم من جديد.

هل أنا بدع في هذا العالم؟ شخصا سعيدا بلا مشكلات؟ الحقيقة.. لا، فأنا لدي الكثير من المشكلات.

نعم، البؤس يحيطني ويربكني.. ويبكيني أحيانا. في آخر مرة بكيت فيها منه، نمت ثم استيقظت وفي بالي فكرة واحدة… لماذا أترك هذا العالم البائس يتحكم في؟ لن أتركه يؤلمني مرة أخرى! أنا لن أهتم بشىء بعد الآن. مهما حدث، لن اهتم.

ولأول مرة منذ فترة، أشعر براحة.. راحة وجدت طريقها لابتسامة بين عيني، وبهجة في صوتي، وحماس.  حماس أن أستمتع بالآن، وبما لدي.. مهما كان قليل. حماس أن أقابل المشكلات كندين كلاهما يملك قوة "ليس لدي شىء أخسره"

أن تتحرر من التعلق بالأشياء!

ليس من السهل أن تقرر بين يوم وليلة ألا تجعل أي شىء أو أي شخص سببا في شعورك بالتعاسة أو السعادة. وليس من السهل أن تتخلى عن عادتك الأزلية في استحلاب التعاسة والارتكان إليها كأنها السبب الذي يمنعك من المغامرة. ولكن الأمر يستحق. سوف تكتشف أن العالم لا يتآمر ضدك، هو بالأحرى لا يفكر فيك، وأنت آخر اهتماماته.. عامله بالمثل، لا تهتم!

هناك بالطبع فرق بين أن أكون "غير مهتمة" وأن أكون "سعيدة"، ولكن كانت هذه هي طريقي، بدأت الأمر بعدم الاهتمام، ثم وجدت -وأظن- أن السعادة قرارا داخليا. لن أنتظر حتى تحل كل مشكلاتي حتى أكون سعيدة. سوف أكون سعيدة الآن، ثم أحل مشكلاتي على مهل. وما سأفشل في حله سأفشل في حله.. الأمر مقبول. كل شىء مقبول. النجاح أو الفشل، تحقق الأمنيات أو عدم تحققها، كل شىء مقبول.

سوف تكتشف أن السعادة يمكن أن تحدث الآن وهنا.. لا تحتاج زمنا أو مجهودا، ولا تحتاج طرفا آخر! أو خبرا أو حدثا، أو تلطفا من الزمان عليك..

مع الوقت، أصبحت أكثر هدوءا.. أعيد اكتشاف الظروف والأشخاص، أتصرف بعقلانية. أنا لست ضحية، وليس حظي عسر، بل تتفق بعض الطاقات الإيجابية والظروف السعيدة من أجل إرضائي.. وأنا "لا اهتم"..

هل أنا سعيدة؟ إذا كانت السعادة تعني أن تحل كل المشكلات، فأنا لست سعيدة. وإذا كانت السعادة تعني راحة البال والنوم بعمق والضحك من القلب والاستمتاع باللحظة وتقدير الأشياء الصغيرة قبل الكبيرة.. فأنا سعيدة.

باختصار، أنا عايزة أقول.. وحش أوي الإحساس بتاع "صعبان عليا نفسي.. كل الظروف ضدي".. الأحلى منه "أنا مش مهتمة".. هنام مبسوطة وهصحى مبسوطة حتى لو على رصيف.. هنام مبسوطة وهصحى مبسوطة حتى لو قلبي مكسور.. عناد بعناد، أنا هخرج من الدنيا دي مبسوطة!

وأخيرا، هذه التدوينة لي أنا.. لا عليك منها، ربما أحتاج أن أعود إليها بعد فترة فتذكرني بما أنا عليه الآن.

1 comment:

  1. كلام في الصميم
    شكرا على التدوينة الرائعة و المريحة

    ReplyDelete