11/29/2010

هرطقة

من زمان دماغي بيوزني ع الشك!

ودي محاولة فقيرة ومتعجلة لسحب كل الأفكار دي من دماغي وحطها قصاد عيني. يمكن ده وقته، أفكر شوية بره الصندوق بعد انتخاباتنا والتجربة اللي كل ما تتكرر تزداد فسادا وقلة أدب.. وأنا بصراحة خلاص فاض بيا.. كفرت! كفرت بالديمقراطية.

أو خليني أقول تحديدا كفرت بتطبيق الديمقراطية من حيث هي مجلس شعب وحياة برلمانية. على فكرة انت مش مضطر تضرب كف على كف وتقول يا حول الله يا رب البت مخها ضرب من صدمة اللي حصل. كلنا عارفين اللي كان هيحصل يا برنس!

يعني حضرتك مين قال إن الحياة السياسة المثالية لازم يكون فيها مجلس شعب ونواب وانتخابات؟

بالراحة بس، أنا بفكر من أول وجديد وبسأل كل الأسئلة اللي المفروض إجاباتها واضحة وبديهية عندك يمكن، عندي ماعتقدش إني مور مسيو..

تشريحا للموقف الحالي، المرشحين الموجودين جهلة وفاسدين “مشكلة أخلاق مش كده؟” يعني لو كان أهاليهم تعبوا شوية معاهم وعلموهم وربوهم وعرفوا الصح م الغلط، الحق م الظلم، مكنش دا بقى حالهم.

دلوقتي المفروض الناس تختار منهم اللي هينوب عنهم في مجلس الشعب، ومجلس الشعب هو المكان اللي ممثلي الشعب بيقرروا القوانين اللي هتسري على عموم الشعب.. ربعمية بني ادم في ايديهم مصير تمانين مليون،

بس الانتخابات فيها تزوير وبلطجة وشراء أصوات “مشكلة أخلاق بردو مش كده؟”.. وفي الآخر أصلا الناس مش موضوعها مجلس الشعب ولا القوانين، لو حد فيهم هيختار بحريته، فهو بردو بيختار اللي بينقل ابنه من مدرسة وللا بيجيب لمراته وظيفة وللا بيطلع لأبوه معاش.. خدمات ومصالح شخصية مباشرة “مشكلة جهل وفقر - مش كده؟”

دا الوضع في مصر دلوقتي.

طيب ازاي الوضع ده يكون أفضل من كده؟ لو الانتخابات جرت بنزاهة وضمير والقانون تم تطبيقه والقضاه راقبوا الانتخابات والداخلية وأمن الدولة بعدوا عن اللجان… كل ده صح، بس لو مفيش أخلاق، هيتم التحايل على القانون، لو مفيش أخلاق القضاه هيكونوا أول من يخونوا، لو مفيش أخلاق الداخلية هتلعب دور البلطجي.

طبعا سيرة “الأخلاق” ممكن تجيب لك حساسية لأن الكلمة دي بنقولها للعيال وهم عندهم سبع سنين، وبالتالي التدوينة دي أقرب للكتابة الساذجة أو الطفولية.. معلش، أنا بحاول أتولد من جديد..

طيب، في امريكا مثلا، لو أخدناها مثال على تطبيق القانون والمراقبة الانتخابية وتحجيم دور الشرطة في الحماية والأمن فقط وليس البلطجة، هل بيكون في اختيار سليم للنواب وتمثيل حقيقي للناس؟

مش هفتي، بس اللي أنا أعرفه وأسمع عنه إن في أمريكا اللي معاه فلوس بيعرف يلمع نفسه إعلاميا، واللي معاه الإعلام بيكسب.. وممكن يكون نصاب بس يدخل البرلمان بردو أو حتى ممكن يكون غبي ويمسك حكم أكبر دولة في العالم.. حصلت.. مش كده؟

إيه اللي يمنع إن ده يحصل؟ هرجع وأقولك الأخلاق.. الوعي.. إن النائب ده يكون محترم ومايستغلش الإعلام ومايسعاش للدعاية بالفلوس لمجرد إنه عايز المنصب ده.

المشكلة مش في وجود قانون حازم، المشكلة في الناس.. بيقولك المحامي الشاطر هو اللي يذاكر القانون كويس عشان يعرف ثغراته ويلعب بيه.. شفت؟ لو المحامي عنده ضمير مش هيعمل كده.

يعني لما يكون الموضوع كله مهما كان معقد هيدور حوالين إن الناس تبقى متربية وعندها أخلاق، يبقى ليه ما نرجعش للحلول البسيطة؟ ليه مجلس شعب أصلا؟ ليه الاختيار الشعبي العشوائي لما ممكن نأسس لناس نعلمهم ونربيهم ونخليهم يسنوا قوانين بالحكمة والعدل اللي هيتربوا عليهم.. لا فلوس ولا سلطة ولا نفوذ..

الحقيقة معرفش بالظبط إيه اللي ممكن يكون بديل لمجلس الشعب، انا بس شايفة انه طريق مسدود

وحياة أبوك ما تتفردش عليا وتقولي أمال لما انتي معندكيش بديل بتفتحي بقك ليه؟ مش معنى إني معنديش إجابة إني مقدرش أطرح السؤال! وإدراك المشكلة مش معناه إني أعرف حلها.. جاتك نيلة، انا بفكر معاك بصوت عالي بس

زي ما في فلاسفة ومفكرين وصلوا لحلول سياسية في زمانهم، احنا محتاجين حلول سياسية لزماننا.. احنا مش مجبرين نمشي زي القطيع.. ومش مجبرين نجمد الأسئلة ومانعيدش طرحها.. ونفضل محبوسين في دايرة الحلول العتيقة.

باختصار مجلس الشعب مجرد اختراع إنساني ممكن يكون كان كويس في زمن مجهول من الأزمان.. لكن دلوقتى؟ ماعتقدش.. كده ولا مش كده يا معلم؟.. خد لك نفس!

7 comments:

  1. احنا نعمل بورتال بدروبال، و كل مواطن يبقى عنده يوزر نيم بتاعه، و رئيس الحكومة يستخدم Poll Module
    و الشعب يدخل كل يوم الصبح يدي صوته على الاستفتاء الجديد و بكده كل شئ يبقى زي الفل ولا مجلس شعب ولا يحزنون :D

    ReplyDelete
  2. حاسة اني سمعت اقتراحك ده قبل كده :)

    ReplyDelete
  3. فعلا المشكلة في الأخلاق
    بس حل المشكلة دي طريق مسدود بردو
    استحالة انك تلاقي حل لأن كل الناس يبقوا محترمين
    وكل الناس متعملش حاجة غلط

    لكن الحل الأكثر منطقية هو النظام ، وإلي بيضم "المنظومة و المنظمين " مع بعض

    - لو في دستور وقوانين سليمة وبتساعد علي الحرية والديمقراطية
    - ولو ورئيس دولة وحكومة محترمين بينظموا عمليات تنفيذ القوانين
    أجيد الوضع هيبقي أفضل مليون مرة من الي احنا فيه
    ولو حتي حد أخلاقه فاسدة ، أكيد هيتعرض للعقاب من الدولة المنظمة

    بوش الغبي الي مسك رئاسة دولة ، البرلمانيين في الكونجرس اعترضوا علي سياسته
    والشعب الأمريكي بيكره

    لكن الغبي المستبد الي ماسكنا
    مفيش حد بيقدر يقرب من ناحيته .... !

    عشان مشكلتنا في النظام ....

    ReplyDelete
  4. انما الامم الاخلاق مابقيت فان هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا
    الكلام ده زى الفل حاجه فوق التمام بشرتطين بس هل يتحقق هذا الكلام؟ وماذا يحتاج ليتحقق؟ ان الفلاسفه مجموعه من الحمقى فها هو افلطون يفشل عن انشاء ما سماه بالمدينه الفاضله وهاهو ماركس وانجلز بعدما توجوا على رؤس الانظمه تراهم يتساقطون كالذباب وهاهو ديكارت وغيرهم من الحمقى اننا لكى نحقق مبادىء العداله والمساواه (يدعونها ديموقراطيه) لابد اولا الا نكون مسيسين فكريا دعونا لانتبع احد نفكر باستقلاليه من خلا ل معطيات تاريخنا نحن العرب نحن العرب دعونا لانطلق على الحريه والعداله والمساواه ديموقراطيه ولا على اتصال البلاد ببعض عولمه فقط دعونا نفكر من خلال انفسنا نخطأ ولما لا ولاكننا من الممكن فى النهايه ان نصيغ مانريد ان تحكمنا الافكار ربما بعضها فاسد ولكنه منا دعونا نتعلم ان نكون نحن نحن نحن نحن نحن وفقط

    ReplyDelete
  5. لن أقول أني متفق تمامًا مع طرحك، لا لكن ما أتفق تمامًا معك فيه الأخلاق، إن استيقظت الضمائر ستنصلح الأحوال، لكن هذا فعليًا لا مكان له على أرض الواقع إن طلبنا تعميمه فلا مِراء من أن السواء في الدنيا التي خلقها الله تتطلب تواجد هذا وذاك وغلا فما فائدة النار ؟!

    دمتِ بخير

    ReplyDelete
  6. مشكورة على التدوينة الممتازة دى بس فعلا صعب جدا انك تلاقى حد فى هذا الزمن لا يخطىء او سؤ الاخلاق

    ReplyDelete
  7. كلام رائع لأنه يطرح الأسئلة ، وطرح الأسئلة الحقيقية والصعبة هو المهمة الحقيقية للمثقفين ، ومن يرغبون في الإصلاح ، أما الذين يدورون في فلك التقليدي والموروث والمعتاد فإنهم ينتظرون من الحكومة الحل دائما
    لكن المسألة قديمة من أيام الإمام محمد عبده حينما اختار الإصلاح الاجتماعي بديلا للثورة.

    ReplyDelete